منتدي بحبك يا عـــــدرا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي بحبك يا عـــــدرا


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكنيسة والآخر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت أبونا يسي

بنت أبونا يسي


عدد الرسائل : 367
تاريخ التسجيل : 13/07/2008

الكنيسة والآخر Empty
مُساهمةموضوع: الكنيسة والآخر   الكنيسة والآخر Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 29, 2008 10:23 am

يفهم البعض التدين المسيحي علي أنه حياة روحية خالصة، بعيدة عن أي تفاعل مع الناس والمجتمع
ويظن هذا البعض، إن دائرة تفاعلهم يجب أن تنحصر داخل نطاق الكنيسة ومع جماعة المؤمنين فقط
ويغذي هذا الاتجاه...الفهم الخاطئ لبعض الآيات الكتابية مثل "لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته" (يو15 :19) "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ... والعالم يمضي وشهوته" (1 يو2: 15-17) "لا تتعجبوا يا إخوتي، إن كان العالم يبغضكم" (1 يو3: 13) "أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله ..." (يع 4 :4)
لاشك أن هذه الآيات المقدسة تتحدث عن الانحرافات التي في العالم ولكنها لا تتحدث عن العالم بكل ما فيه. بدليل الآيات التالية: "لأنه هكذا أحب الله العالم" (يو3 : 16)
"لأنه لم يرسل الله ابنه إلي العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم" (يو3 : 17)
"ليؤمن العالم انك أرسلتني" (يو17 : 21)
أيضاً يغذي هذا الاتجاه التصوفي الروحاني عند البعض.....الاتجاه الإسخاطولوجي للحياة المسيحية....فالمسيحيون مربوطون بالسماء والسمائيات "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله" (كو3 : 1)، "لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدي الله" (في 4 : 6)
كذلك الحياة الرهبانية بكل تفاصيلها النسكية والتوحدية والزهدية...وما لها من تأثير في حياة الكنيسة...وحياة الناس حيث ينظرون للرهبان كأمثلة عملاقة في العمل الروحي، كل هذا يغذي المفهوم الروحاني عن الشعب المسيحي.
والآن...هل فعلاً المسيحية تطالبنا بالانعزال عن المجتمع وعدم التفاعل مع حركة التاريخ والزمن وتجنب الحياة مع الآخرين والاختلاط بهم، دعنا نلتمس مشورة ليتورجيتنا القبطية وما تحمله من تعليم - بهذا الخصوص لنا...
الالتزام الاجتماعي
الإنسان المسيحي ملتزم بكل ما في مجتمعه من ظروف ومتغيرات...فالمسيح كلفنا أن نكون نور العالم، ملح الأرض، سفراء، رسالة المسيح المقروءة والمعروفة عند جميع الناس...فلابد أن يكون لنا دوراً مغيراً للعالم، ومؤثراً في المجتمع.
1. الكنيسة تصلي من أجل سلام العالم والوطن:
+ ففي صلاة الشكر نصلي من أجل أن "نكمل هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنا بكل سلام".
+ ونصلي من أجل أن يبطل الله "كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان، ومؤامرة الناس الأشرار، وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين" الأشياء والأشخاص الذين يسببون الاضطراب والقلق والحروب والمنازعات..
+ ونصلي من أجل خلاص العالم، وهذه المدينة، وسائر المدن والكور والجزر(أوشية الموضع). "وكل مدينة وكل كورة والقرى وكل زينتها، ونجنا كلنا من الغلاء والفناء والزلازل والغرق والحريق وسبي البربر ومن سيف الغريب".
+ ونصلي من أجل "كل الشعوب وكل القطعان باركهم. السلام الذي من السموات انزله علي قلوبنا جميعاً، بل وسلام هذا العمر أنعم به علينا إنعاماً"..
+ رئيس الجمهورية والجند والرؤساء والمشيرين والجموع وجيراننا ومداخلنا ومخارجنا زينهم بكل سلام...
+ فالصلاة من أجل الملوك والرؤساء وجميع من هم في منصب..أمر كتابي..لأن في سلامهم سلامنا..."أذكر يارب الذين تملكوا في التقوى، والذين هم الآن ملوك (ورؤساء)"اذكر يارب إخوتنا المؤمنين الأرثوذكسيين الذين في البلاط (الموظفون) وجميع الأجناد (الجيش)"
+ ومن جهة رئيس الجمهورية نصلي أن يحفظه الله وينصره... ويتكلم في قلبه بالسلام "احفظه في سلام وعدل وجبروت، ولتخضع له كل البربر، والأمم والذين يريدون الحرب في جميع مالنا من الخصب، تكلم في قلبه من أجل سلام كنيستك..... أعطه أن يفكر بالسلام فينا وفي اسمك القدوس، لكي نعيش نحن أيضاً في سيرة هادئة ساكنة ونوجد كائنين في تقوي وعفاف بك". وتصلي الكنيسة أيضا من أجل طمأنينة العالم والهدوء في كل موضع "آباءنا وإخوتنا وبقية الذين في كل موضع من المسكونة أنفسهم وإيانا أحطهم بمعسكر القوات المقدسة، ونجنا من سهام إبليس المتقدة ناراً ... وتذكارهم الذي صار الآن، فليكن لهم عوض سور ثابت غالب على مضرات الشياطين ومؤامرة الأشرار"
+ ونصلي من أجل معرفة الله في كل الأرض.... لأن معرفة الله تنشر الخير والسلام والطمأنينة. "عبادة الأوثان بالكمال أقلعها من العالم، الشيطان وكل قواته الشريرة اسحقهم وأذلهم تحت أقدامنا سريعاً، الشكوك وفاعلوها أبطلهم"....ونصلي من أجل انتشار المحبة "يا اله المحبة ومعطي وحدانية القلب، ورازق الرأي الواحد الذي للفضيلة" (صلاة الصلح - الكيرلسي)..."أنعم لنا نحن عبيدك في كل زمان حياتنا التي علي الأرض، لا سيما بالأكثر الآن - بحاسة غير ذاكرة الشرور الأولي، ونيه بغير رياء، وأفكار صادقة وقلب محب للإخوة" (صلاة الصلح - الكيرلسي).
+ الكنيسة تصلي من أجل جميع فئات الناس..."حل المربوطين، خلص الذين في الشدائد، الجياع أشبعهم، صغيري القلوب عزهم" (طلبة القداس الكيرلسي).
+ ونصلي من أجل المرضي ..." تعهدهم بالمراحم والرأفات اشفيهم، انزع عنهم وعنا كل مرض وكل سقم، وروح الأمراض اطرده، والذين أبطأوا في الأمراض أقمهم وعزهم، والمعذبون من الأرواح النجسة اعتقهم جميعاً وارحمهم".
+ ومن أجل المحبوسين والمسبيين.."أنعم عليهم بعودة سلامية إلي منازلهم"..."الذين في السجون أو المطابق، الذين في النفي أو السبي، أو المقبوض عليهم في عبودية ما، يارب أعتقهم جميعاً وأرحمهم".
+ ونصلي من أجل فئات كثيرة.."والأرامل والأيتام والنساك والعلمانيين والمتزوجين، ومربىّ الأولاد، الذين قالوا لنا اذكرونا والذين لم يقولوا، الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم، أعداءنا وأحباءنا اللهم ارحمهم".
+ ونصلي من أجل المسافرين بكل مكان..."والذين يضمرون السفر بكل مكان سهل طرقهم أجمعين...أصحبهم في الإقلاع واصحبهم في المسير أرجعهم إلي مساكنهم بالفرح فرحين وبالعافية معافين".
+ ونصلي من أجل الفقراء والأرملة والغريب والضيف...وأن يعطي الله "معونة للمساكين".
2. لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق:
ولا تكتفي الكنيسة فقط بالصلاة من أجل كل هؤلاء....بل تساندهم عملياً بالمال والجهد والتعزية وإعلان الحق....فالكنيسة لابد أن يكون لها رأي في القضايا الإنسانية..وفي الدفاع عن المظلومين والمقهورين والمعذبين.
أن التاريخ الطويل للكنيسة المسيحية في العالم يشهد كيف أثرت في حركة التاريخ..كيف أنهت نظام العبيد وكيف حررت المرأة وكيف أفرزت حضارة تحترم الطفل وتتكلم عن حقوق الجنين، وحضارة تهتم بالبيئة وتحترم الجسد والمادة، وتحترم رأي الآخر وتقبل الحوار والمناقشة...بينما تلتزم بفكر لا تحيد عنه فيما يخص الإيمان والعقيدة.
فالكنيسة تعلمنا أن نتحاور دون أن نتشاجر.....وأن احترم رأي الآخر وعقيدته حتى لو لم أوافقه أو أعتقد بما يؤمن به...
وفيما نحن نكرز بموت الرب ونعترف بقيامته إلي أن يجئ علينا أيضاً ألا نفر من أي فكر مضاد لإيماننا...بل يكون واقع كرازتنا ما تقوله الليتورجيا في سر الكاثوليكون"أن يبشروا في كل الأمم بالغني الذي لا يستقصي الذي لرحمتك" وكأن لسان حالنا يقول: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" ( مز 34 : 8 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكنيسة والآخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي بحبك يا عـــــدرا :: +قســــم قداسة الباباشنـــــــــــــــودة الثالـث :: †+† منتدي مقالات للبابا †+†-
انتقل الى: